يسعدنا في موقع
القصة إن نقدم لكم جديد القصص بكافة أنواعها ( قصص واقعية, قصص
دينية , قصص الأنبياء ,قصص إسلامية , قصص كليلة ودمنة ,قصص ألف ليلة وليلة , قصص الحب, قصص الفراق, قصص سياسية , قصص النساء , قصص رومنسية , القصص البوليسية,
القصة القصيرة,قصص خيانة , قصص وعبر , والعديد من القصص
المتميزة والشيقة والرائعة , واليوم نقدم لكم قصة جديدة بعنوان ” ” وهي من القصص الشيقة
والرائعة وتحمل الكثير من الحكم والعبر.
لقراءة المزيد من القصص
القصيرة المشابهة يمكنكم الإنتقال إلى قسم القصة
القصيرة.
(تأثير الفراشة)
تقول النظرية:
عندما تحرك فراشة جناحيها
في الوقت المناسب، في المكان المناسب، قد تسبب إعصار على بعد أميال من مكانها .
فالتأثيرات الصغيرة في
البداية، قد ينتج عنها تغيرات كبيرة في النتيجة.
***
(قطعة البسبوسة)
بعد أسبوع من عودة الحاج
سلطان من المستشفى بسبب غيبوبة سكر نجا منها بأعجوبة.
كان جالساً في غرفة المعيشة
يشاهد في التلفاز مراسيم استقبال الرئيس الفرنسي بملل، وكانت آخر قطعة بسبوسة تنام
في الصحن أمامه بشكل مغرٍ جدا، وكأنها مراهقة أوكرانية تنام على ضوء الشموع وحبات الكريستال
منثورة على صدرها بطريقة عشوائية، تحاول بذلك إغراء الحاج وقد استطاعت..
حاول الحاج عابثا غض الطرف
ومقاومة نفسه أمام وضعية قطعة البسبوسة وهي تقول له: هل أدلك على طعم الخُلد وحلاوة
لا تفنى .. ثم صدق نفسه، وعصى الحاج طبيبه فغوى .
وبعد ساعة وقع مغشياً على
رخام الغرفة، وتم نقله مباشرة إلى المستشفى.
في نفس الوقت الذي نقلوا
فيه الحاج إلى المستشفى، كانت هدى أبنة الحاج سلطان تفتش في هاتفها عن صورة لموديل
فستان احتفظت بها منذ فترة وتاهت وسط الصور، فأفزعها هاتفها برنته، وعلى الشاشة رقم
والدتها لتخبرها أن والدها دخل في غيبوبة سكر مرة أخرى، وتم نقله إلى أقرب مستشفى
.
تنهض هدى في عجلة متوترة،
وتأخذ طفلها معها وتخرج إلى الشارع العام لتستقل سيارة أجرة .
الشارع منفعل ومزدحم،
وكأن الناس لن يخرجوا إليه مرة أخرى، والعم مجدي واقف جوار ناقلته القديمة المليئة
بالبنزين، ممسكا أنبوبها ليملأ خزان إحدى محطات الوقود بالبنزين.
على بعد خمسين متراً تقريبا
من محطة الوقود وعلى نفس الشارع، تقف هدى على الرصيف تشير بيدها لسيارة الأجرة وبيدها
الأخرى تمسك طفلها ذي الأربع السنوات.
تتوقف السيارة جوارها
فتدنو من نافذتها تحدث السائق، وتشرح له عنوان المستشفى الذي نسيت أسمه، لم يفهم السائق
الشرح، فتفلت يد طفلها وتفتش في حقيبتها عن الورقة التي دونت فيها العنوان، تجد الورقة
فتبدأ بالشرح مرة أخرى وتعطيها للسائق..
حسنا اصعدي يخبرها السائق
لقد عرفت المكان..
تلتفت هدى إلى طفلها وقد
تجاوز السيارة، منغمسا بجسده الصغير وسط الشارع العام، والسيارات تسير بجواره وكأنها
مصابة بجنون السرعة..!
إحدى السيارات تقترب منه
وصاحبها غير مبال بالطريق يبحث في الكرسي الآخر عن شاحن هاتفه..!
تصرخ هدى مذعورة ولدي
وتهرع إليه، والسيارة تقترب أكثر من الطفل وكأنهما في سباق من يصل أولاً إلى الطفل.!
تصل هدى إلى طفلها أولاً
فتحتضنه وتحاول الهرب به من أمام السيارة، وأخيرا ينتبه صاحب السيارة إلى هدى وطفلها
على بعد أمتار فقط من رقم السيارة الأمامي، فيدير المقود بسرعة نحو الجهة الأخرى مبتعداً عن هدى وطفلها، لتنزلق السيارة وسط الشارع، ويفقد صاحبها السيطرة عليها، فترتطم السيارة
بعمود الكهرباء بقوة حتى تسقطه على الجدار، تتأرجح كابلات الكهرباء بقوة في الهواء،
فتنقطع من نهايتها في الجانب الآخر وتسقط مباشرة بشراراتها الغاضبة جوار العم مجدي،
وهو يشاهد موكب السفير الفرنسي في الشارع المقابل، ويملأ خزان الوقود بالبنزين في محطة
الوقود، ثم دوي انفجار في المحطة لم يسمع مثله من قبل.
بعد يوم كامل، وأخيرا
الدفاع المدني يستطيع السيطرة على الحريق الذي نشب في أكثر من ربع الحي، والتهم كل
مستودعات الخشب المجاورة لمحطة الوقود، وثلاثة وعشرون منزلاً ومصنعاً للغزل والنسيج،
وأيضا إلحاق الضرر بموكب الرئيس الفرنسي، ووفاة زوجته جراء انفجار الناقلة، مما أدى
إلى توتر سياسي ودبلوماسي بين البلدين، وإتهام السلطات اليمنية بمحاولة اغتيال السفير الفرنسي، وأخبار تؤكد عن تحركات جادة للأسطول الحربي الفرنسي، واجتماع طارئ لحلف الناتو.
تبعه مباشرة اجتماع طارئ
لدول مجلس التعاون الخليجي، ودعوة إلى انعقاد قمة طارئة في جامعة الدول العربية.
تمت...
#تأثير_الفراشة
#قطعة_البسبوسة
#قصة_قصيرة
بقلم مأمون السماوي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق