يسعدنا
في موقع القصة إن
نقدم لكم جديد القصص بكافة أنواعها ( قصص واقعية, قصص دينية , قصص
الأنبياء , قصص إسلامية , قصص كليلة ودمنة ,قصص ألف ليلة وليلة , قصص الحب, قصص الفراق, قصص سياسية , قصص النساء , قصص رومنسية ,
القصص البوليسية, القصة القصيرة,قصص خيانة , قصص وعبر ,
والعديد من القصص المتميزة والشيقة والرائعة , واليوم نقدم لكم
قصة جديدة بعنوان ”قصة سيجارة” وهي من القصص الشيقة
والرائعة وتحمل الكثير من الحكم والعبر.
لقراءة المزيد من القصص المشابهة يمكنكم الإنتقال إلى
قسم القصة القصيرة.
في
مقصورة القطار كان لوحده يحدّق عبر النافذة ،عيناه ترنوان للنخلة البعيدة ،نخلة وحيدة
شامخة في العراء
كيف
تستمد بقاءها من أرض جرداء؟ يتساءل مع نفسه ،القطار يسير وئيدا ،طوال تلك الساعة بدقائقها
لم يكن منتبها لوجود امرأة في المقعد ،كانت أمامه مباشرة ،عندما التفت إليها ،أشاحت
بوجهها بعيدا ،تشاغلت بالنظر نحو بقعة الماء التي توزعت على جوانبها شجيرات الشوك والعليق،الملح
الأبيض طفا فوق المكان بشكل جعله يلتمع تحت وهج شمس الصباح ..فتحت حقيبتها الصغيرة
وأخرجت علبة سجائر فاخرة ،فتحت غطاءها ببطء ، استلت منها واحدة ،بحثت في حقيبتها عن
قدّاحة النار ،شرعت تبحث داخل طيات الحقيبة باهتمام مبالغ فيه ،تعمدّ أن لا يخرج لها
قداحته ،نظرت إليه سريعا ثم عادت تبحث بأصابعها الرقيقة ثانية ،رفعت رأسها وتقطيبة
حزن ترتسم فوق حاجبيها تشي أنها مستاءة ،بل غاضبة ،سألته :
ممكن
قدّاحة يا أستاذ ؟
عفوا
؟!
قدّاحة
؟
ماذا
تفعلين بها ؟...ابتسمت باستغراب وتمتمت :
أشعلُ
بها السيجارة !
آسف...
لا أدخن ..هزت رأسها ،وضغطت السيجارة بين إصبعيها ، تنظر نحو الممر الضيق بين المقصورات
،لعل احدهم يمر وتوقد سيجارتها منه ،مرّ وقت طويل وهي ممسكة بالسيجارة وتنظر نحوه شزراً
بين آن وآخر ،ربما لم تصدق أنه لا يدخن ،نظراتها تشي بالشك في صدق ادعائه ، بعد قليل
اشتهى أن يدخن، لا يستطيع أن يخرج علبة سجائره ،العلبة والقداحة في جيب سترته ،قرّر
أخيراً أن يخرج العلبة ويستل منها سيجارة ،نظرت إليه مستغربة ،قائلة :
_قلت
قبل قليل إنك لا تدخّن ؟!
_أدخّن..
ولكن لا أملك قدّاحة ..هزّت رأسها وزمت شفتيها ،ثم عادت تنظر عبر النافذة ،كان القلق
يرسم ملامحه في وجهها ، بعد هنيهة نهضت من مكانها ،قائلة :
_سأبحث
عن قداحة في المقصورات الأخرى.. لا أستطيع دون تدخين ،هزّ رأسه موافقا وعاد ينظر إلى
حقيبتها التي تركتها في مكانها ،غابت عنه لدقيقة ،دسّ قداحته في حقيبتها ورجع إلى مكانه
مسرعا ..عادت بعد لحظات وهي تنفث دخان سيجارتها ..جلست في مكانها وشرعت تسحب نفسا عميقا
فيما تعمدّت أن تبعث دخان سيجارتها ليدغدغ خياشيمه ،قال لها :
ممكن
نار؟
آسفة
.
لماذا...
كم أنتِ خبيثة ؟
ماذا قلت ؟!
لم
يشأ أن يعيد عليها الكلام ،فقد بان الغضب في عينيها وهي تضغط السيجارة بشفتيها ،حملت
حقيبتها ونهضت لتنزل في المحطة التي توقف عندها القطار بعد أن هدأ هدير محركاته ،،قالت
له وهي تتأهب للمغادرة .
تلك
قداحتك أيها الخبيث ..قالتها ورمت بها عبر النافذة ..وهبطت نازلةً ، ظل هو ممسكا سيجارته
بين إصبعيه ..ينظر نحوها وهي تغيب عن ناظريه !

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق