يسعدنا في موقع القصة  إن نقدم لكم جديد القصص بكافة أنواعها ( قصص واقعية, قصص دينية قصص الأنبياء , قصص إسلامية , قصص كليلة ودمنة ,قصص ألف ليلة وليلة , قصص الحبقصص الفراققصص سياسية , قصص النساء , قصص رومنسية , القصص البوليسية, القصة القصيرة,قصص خيانة , قصص وعبر , والعديد من القصص المتميزة والشيقة والرائعة , واليوم نقدم لكم  قصة جديدة للكاتبة ( عُلا شرف )  بعنوان ”قصة إشتباه” وهي من القصص الشيقة والرائعة وتحمل الكثير من الحكم والعبر.
لقراءة المزيد من القصص المشابهة يمكنكم الإنتقال إلى قسم قصص الكاتبة نور العلا.
أخبرني صديقي على الهاتف بأنني لم أنل العلامات التي كنت أتوقعها وأنتظرها و التي أستحقها فعلاً .
تملكتني الدهشة فكيف لهم أن يخطئوا في وضع علاماتي أو في معرفة ورقة إجابتي ؟ فأنا الأول على دفعتي والمرشح الأول لأكون معيدا في كُليتي بعد تخرجي  .

أسرعت إلى الجامعة وأنا أظن أن الأمر لا يعدو كونه خطأً في النقل أو الرصد .. حالما وصلت ذهبت إلى شؤون الطلبة لأتحقق من العلامات لربما قد أخطأ صديقي في نقلها إلي ، لكنني فوجئت بأن العلامات المدونة هي ذاتها التي بلغني بها صديقي على الهاتف ، وفوجئت أكثر حينما سمعت الموظف يقول بأن علي مادة من الصف الثاني لم أمتحنها بعد أن قمت بتأجيلها وبما أنني قد تخرجت الآن فيجب علي أن " أنظف " سجلي تماما لأستطيع إتمام إجراءات التخرج من الكلية ..

استبد بي الغضب لكنني حاولت أن أتمالك أعصابي معتبرا الأمر مزحة من الموظف الذي أكد لي بلهجة حادة كلامه بالسجلات التي كانت أمامه !
لم أستطع ضبط أعصابي أكثر فكيف أنا الطالب المتفوق والأول على دفعتي وعلى قسمي طوال أربع سنوات أن أكون راسبا في مادة من الصف الثاني ؟ فإن كانت العلامات المتدنية عجيبة من العجائب فأمر رسوبي هو أم العجائب !!
اندفعت خارجا نحو غرفة العميد ولم أنتظر أن يسمح لي بالدخول من قِبل السكرتارية فتحت الباب بقوة أفزعت العميد الذي كان منهمكا في قراءة بعض من الأوراق على المكتب أمامه  .. صاح فيّ " كيف تسمح لنفسك بأن تدخل بهذه الطريقة ؟"
أجبت وقد بدأ انفعالي بالتلاشي وغضبي بالهدوء فقد حسبت بأنني سأجد من يحقق في أمر العلامات والرسوب و ينصفني  " عفوا أستاذي لكنني جئت إليك بمظلمة بل هي كارثة وأعلم بأنك لن تهدأ حتى ترفعها عني وتعيد كل شيء إلى نصابه "
طالعني العميد بنظرة استهزاء قائلا " أعلم ماهي مظلمتك ، لكنني وبكل أسف لن أستطيع فعل شيء لك "
اعترتني الدهشة ولم أستوعب ما قاله العميد " أنت تمزح أليس كذلك؟! "
صاح في العميد مجددا " ومن أنت حتى أمازحك ؟ هيا انصرف من هنا قبل أن آمر بأن يضيفوا لك مادة أخرى "
إذاً فالعميد هو وراء ذلك ، لقد تسبب في تقليص علاماتي وتحميلي مادة ظلما وبهتانا .. لكن لِماذا ؟
لم يحدث يوما أن فعلت شيئا يُزعجه مني ، ولا أتذكر أنني قد رفضت له أمرا .. فلماذا إذاً يفعل ذلك ؟!!
كنتُ قد بدأت أفقد أعصابي مجددا إزاء ماقاله والبرود الذي تحدث به .. لكنني حاولت أن أُهدئ من انفعالي لأسأله عن السبب فربما هناك حلّ لهذه المصيبة إذا ما علمت السبب .

" أستاذي العزيز أنا لا أفهم شيئا ! إذ كيف أنّ الأول على دفعته و المرشح الأول والأفضل لنيل وظيفة المعيد ؛ يحصل على مثل تلك الدرجات والأغرب من ذلك أن يحمل مادة من مستوى سابق أفهمني بالله عليـ ..

" هيييه أنت لا تزعجني بحكاياتك و أفلامك الحزينة .. أخبرتك بما لديّ و ليس عندي كلام غيره .. والآن اخرج من هنا و دعني أكمل عملي "

استفزتني جدا طريقة رده وحركة يده وهو يشير لي بها ناحية الباب لأخرج .. شعرت بالدماء تدافع إلى رأسي تمهيدا لتندفع منه كالبركان .

لم أشعر بنفسي وأنا أتقدم مسرعا نحو مكتبه وألتقط تحفة من المرمر تستخدم كثقالة أوراق وقبل أن يستوعب العميد ما يحدث هويت بها على أم رأسه بضربات متتالية لم أعلم عددها ولم أتوقف حتى جاء السكرتير مهرولا ليمسك يدي و العميد ممدٌ على الأرض بلا حراك والدماء تتفجر من رأسه .

أظنني عندها فقدت وعيي إذ لا أتذكر ما حصل بعدها ولم أصحُ إلا وأنا في قسم الشرطة أمام الضابط المسؤول عن التحقيق موجها لي تهمة القتل العمد عن سابق إصرار .

نظرت إليه غير مصدق لما أسمع ! هل يعقل أن أكون أنا قاتل ! حاولت أن أبرر أن أدافع عن نفسي لكن لا جدوى فالحكم قد صدر وانتهى أمري .

أمر الضابط بأخذي وإيداعي للحجز تمهيدا لعرضي على النيابة في اليوم التالي .

جاء أحد العسكر ووضع بيدي الأساور الحديدية ( الكلبشات) و قبل أن يمضي بي خارجا استوقفه الضابط وطلب منه ومن الكاتب مغادرة الغرفة دوني ، وبعد أن خرجا وأغلقا باب الغرفة اقترب مني وامسك بكتفي قائلا بنبرة مواسية " يا عزيزي العميد لم يمت ؛ صحيح أن إصابته خطِرة جدا وهو بين الحياة والموت لكنه لايزال حيا .. أما أنت فمصيرك كان سيؤول إلى هنا إن عاجلا أو آجلا " .

العميد لم يمت ! العميد حي ! إذاً لماذا وجهوا لي تهمة قتله وليس محاولة قتله ؟! لماذا قال في التحقيق أنه مات ؟!

سألته وقد تملكتني الحيرة من كلامه ومن تغير نبرة صوته الجافة إلى كل ذلك اللطف  " لماذا ؟"

أخفض صوته وكأنه سيخبرني بسر حربي " نحن نبحث عن شخص مشتبه بانضمامه لجماعة إرهابية ولم نستطع الإمساك به حتى الآن والتحقيق معه والتأكد من الأمر ، لكنهم علموا من مصادرهم أنك قريبه وبالطبع بحسب ماهو متبع في قوانينا إذا لم تستطع الإمساك بالمطلوب فأقاربه يفون بالغرض "
سألته وقد ازدادت حيرتي " لم أفهم ؟ هل لك أن توضح أكثر فعلى ما يبدو أن عقلي لم يعد يستوعب شيئا ؟"

أجاب وهو يتحاشى النظر في عيني كمن يخفي ندما " أنت طالب متفوق وكان من المفترض والمسلم به أن تكون معيدا في كليتك وإذا  ألقينا القبض عليك سيبدو الأمر غير منطقيٍ بالمرة لِما لك من شهرة في جامعتك بأخلاقك و التزامك .. لذا فقد رأوا أن يدبروا لك مكيدة العلامات والرسوب كي يصبح من المستحيل أن تعين معيدا وبالتالي يصبح من السهل القبض عليك بأي تهمة مثلا التعدي على أعضاء هيئة التدريس أو أحد موظفي شؤون الطلبة بسبب العلامات الناقصة و هكذا .. بمعنى أنهم كانوا يربدون استفزازك لترتكب حماقة ما فيستغلونها لصالحهم .

لكن حادث اعتدائك على العميد وشروعك في قتله بتلك الطريقة كانت فرصة لا تعوض لإلقائك في السجن وإعدامك .. وقد جاءت الأوامر  إلينا أن نلبسك تهمة قتل العميد ونضعك في السجن تمهيدا لتقديمك لمحاكمة شكلية يحكم عليك فيها بالإعدام "
صُعقت مما سمعته لم أستطع حتى أن أنطق أو أن أصدر صوتا يدل على الاعتراض .. هل كل ذلك لمجرد أنهم اشتبهوا بأحد أقاربي ؟! مجرد اشتباه لم يتأكدوا منه بعد !! 
حينها اقترب الضابط ناحية المكتب مادا يده ليقرع الجرس كي يأتي العسكري ويأخذني للزنزانة سألته بصوت واهن هو كل ما استطعت إصداره من حنجرتي " لقد كنت تتحدث بضمير الغائب هم .. من تقصد ؟"

حدق فيّ بوجل وقال هامسا " هم أصحاب القرار ، أصحاب المعالي ، اللذين يمسكون برقبتي ورقبتك " وسكت وهو يضغط على الجرس بقوة كأنما يريد قطع أي حوار بيننا .
النهاية
(نورالعلا)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

القصص الأكثر مشاهدة

جميع الحقوق محفوظة © دائرة القصة

close

أكتب كلمة البحث...